الأربعاء، 13 يناير 2010

اشكاليات الانسان اليوم في مختلف البلدان

بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانتى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير
صدق الله العظيم
الحجرات 13
بعد طول انقطاع قررت ان اكتب على مواضيع اجدها مهمة وتطرح نفسها علينا جميعا في هذه الايام
مواضيع ساحاول ان اجعلها اسهل ما يمكن وفي متناول الجميع قدر الامكان
لتكون قاعدة للنقاش لمن يهمه الامر
المواضيع ستتطرق لعدة جوانب من الحياة دون ان نغوص فيها معمقا
لان الغرض هو فتح باب التساؤل وترك الاجابة قدر الامكان لكل واحد منا.
ستكون مترابطة ومتشابكة في مابينها لان الامور هي على هذا الشكل في حياتنا جميعا
ونظر لقرائتي و متابعتي لما يتداول هذ ه الايام قررت التطرق لموضوع اول ومهم الا وهو
اشكاليات الانسان اليوم في مختلف البلدان
لقد اصبحت مواضيع الهوية والانتماء والاندماج او الادماج من ابرز ما نقرا له ونسمع عنه في الدول المتقدمة خصوصا الغربية منها
واصبح الطرح القبلي العشائري... الطائفي... الديني التقافي كذلك السمة العامة للعديد من الحركات في العالم التالت
واصبح الموضوع يسيل الكتير من الحبر وفي بعض الحالات اصبح يسيل حتى الدماء
فهل استفاق الناس اليوم بعد مرحلة طويلة من عدم مناقشة ما كانوا يعتبرونها من المسلمات (الدولة الوطن ...القبيلة الطائفة... التقافة ... )على وضعياتهم الحقيقية في اطار التجمع البشري ؟
او هو فقط مظهر لشيء اعمق وتجلي لخلل ما ؟
اهي حالة من الخوف المعمم او العام التي اصابت الناس؟
ام هو تعبيرعلى تنامي عدم التقة لدى الناس؟
ام نحن امام حالة اعمق من الامراض الغير معروفة او الغير معرفة بصيغة كافية؟
لقد اصبحت فكرة الوطن والمواطنة والانتماء تطرح عدة اشكالات على الكتير من الناس عبر العالم كما اصبحت لها عدة قراءات مختلفة قد تكون متضاربة
هنالك من يري في الانتماء للمجموعة الكبيرة او الوطن ضرر كبير على مصالحه
وهنالك من يرى نفسه خارج دائرة الوطن لتميز معين يظنه هو. قد يكون شخصي
وهنالك من يجد نفسه خارج دائرة الوطن اراديا او لا اراديا
وهنالك من يرى في الوطن خط احمر لا يجب الوصول اليه
وهنالك من يرى في الوطن اطار جامع للاختلاف. موحد لتحقيق اهداف مجموعة ما في اطار ما
وهنالك من يرى في فكرة الوطن الحد الادنى للتحضر والانسانية والتشارك ولو على صعيد ضيق


هنالك وهنالك ....عدة اراء مختلفة
ولكل منها وجهة نظر صحيحة بالنسبة للشخص
ولكن في الكتير منها فهي تعد تعبير على نزعات شخصية عند الفرد (على حسب مستويات الانانية وحب الاستفراد والتملك عنده ) او المجتمع او تقافة معينة سائدة
ولكن لماذا اليوم تلك المواضيع والاشكالات مطروحة بشكل اكبر وتخصص لها صفحات عدة في الجرائد والكتب والدراسات المختلفة التي تنبئ باشياء مختلفة
من صراع لحضارات الى تكامل الى ...عولمة الى... صراع على كرة او على اكلة او قومية او احدات تاريخية غير معرفة بشكل صحيح او مستوحات في بعض المرات من الخيال

ولماذا الناس يستهويهم هذا النقاش الى درجة افقادهم بعض المرات المنطق او حالة الصواب؟
الخوف
الخوف كشعور بشري طبيعي يعد من اهم المحفزات على العمل والانتاج وعلى ردة الفعل عموما
الخوف من البرد يؤدي الى اجتنابه ...الى البناء والابتكار للحيلولة دونه ... الخوف من الظلام اوجد الاضائة ....الخوف من الجوع دفع الانسان الى الصيد الى الزراعة وتربية المواشي ... الخوف من الفقر يدفع للعمل او للسرقة او كلاهما في وقت واحد....الخوف من الفشل من الضياع من الوحدة من الموت من ومن ....



الى هنا يمكن اعتبار الخوف شيء ايجابي محفز
ولكن لماذا اصبح الشعور بالخوف يسيطر على الناس
واصبح يوجههم كتيرا في افعالهم واقوالهم
او فقط يشل حركتهم ويدفعهم لاسترخاء والاستسلام له
ربما ليس الخوف الذي تغير واخد صور مختلفة
ولكن كمية الخوف والريبة المسلطة على الناس هي من تغيرت وكترت كنتيجة لتراكم كبير عبر عدة سنين




الخوف الان اصبح مرادفا لدى البعض للشك من الناحية العلمية او المنطقية
واصبح من الناحية الاقتصادية مرادفا للازمات
ولوضعية االتوتر الدائم التي يوضع فيها العمال في مجال العمل
الغير مرسومة خطوط حدوده .و كذى المفاهيم الضبابية اللينة المتغيرة وفق ما تقتضيه لعبة ادارة الاموال
وعجلة الاقتصاد لتحقيق اكبر... واضخم.. الارباح
باقل التكلفات

واصبح الخوف من الناحية الاجتماعية عنوان للعلاقات بين الناس
و تجلي لمظاهر الحيطة والحدر السائدة في مختلف المعاملات البشرية
لقد اصبح الخوف عنوان رئيسي لنشرات الاخبار من جرائم فضيعة... الى كورات طبيعية الى حوادت سير الى حروب ... الى ارهاب الى احتباس حراري.... الى مهاجرين غير شرعين .... الى اسلام الى تنصير... الى ازمة اقتصادية عالمية الى والى.... وليس فقط في دلك المجال بل روده مخرجوا الافلام وكاتبوا التاريخ... والقصص ...والبحوت ...والخطب السياسية ... مادام هنالك خوف
الانسان في وقتنا الحالي اصبح محاطا بعدة اشكال مختلفة من الخوف
وكذلك اصبح محاطا بعدة اشكال من الاجابات على الخوف على عدة صور عنصرية.... او قومية او طائفية او اكاديمية.... او ديموقراطية... كلها تقتضي منه الانخراط و اتباع الاجماع والادعان



فانطوى الانسان شيئا فشيئا على جماعته ووطنه ...و فريقه ...و قبيلته الى عائلته ...
الى ان يصل الى الانطواء على نفسه
داخل المجتمع
ولكن لماذا زاد الخوف واشكاله الكتيرة بشكل كبير في وقتنا الحالي؟
وهل هنالك من يستتمر فيه ويوجهه ليخدم مصالحه من خلاله ؟




لقد زادت كميات المعروض في العالم السوق الجديد
ومع ازدياد كميات المعروض ازداد الخوف من ان لا تكفي تلك الكميات بالنسبة للمنتجين
واصبح الناس خائفين من عدم الوصول الى المعروض
او خائفين من الوصول الى المعروض وعدم القدرة على الحصول عليه
كما ظهر الخوف من عدم كفاية المعروض او عدم دوامه
الى ان اصبح البعض يخاف من المعروض نفسه
الى ...والى

كلها دوامات تجر المرء نحوها ليظل الخوف هو العنوان الاساسي
ومعه يسهل التمسك باي شيء ليخرج المرئ من تلك الحالة النفسية الصعبة
وهنا يكون الانقياد والتقة العمياء وعدم المسائلة والتسائل وبالتالي لعب الدور المراد في اللعبة

هي عبارة عن حلقة مفرغة لايخرج منها المرء بسهولة
لسيادة واستاساد تقافة معينة
الكل يسلم لها طواعيتا عن عدم علم او عدم ارادة او عدم رغبة .... او فقط استسلام للخوف والتعود عليه




ماعلاقة كل هذا بموضوع الهوية والانتماء والمواطنة؟
انه بين السطور واكتر من ذلك في مخيلة كل شخص يتسائل ليفهم
هل الشخص ليشعر بالتقة يلزمه ان يكون دائما محاطا بما يعتبرها هو عناصر قوة؟
هل لاكون قويا يلزمني ان احتمي بالاخرين؟
هل سباق التسلح وتكدس الخبرات والاموال فيه ليس مظهرا جليا لاعراض الخوف؟
اليس سباق الاستهلاك والانتاج المفرط وجها اخر لما يحدته الخوف؟
تم الهوية... المواطنة الجماعة... اليست فقط صور اخرى للولاء للقائد القوي في مجتمع الصيادين البدائي تحت طائلة الخوف مجددا والتشبت برموز القوة ؟
هل هي مكتسبة (اي الهوية والانتماء للجماعة) ام هي قالب معين مفروض على الشخص وفقا لنظرة معينة قد تكون شخصية؟
هل هي عنوان لوحدة ام فقط مظهر من مظاهر تميز شخص على شخص؟
والاهم ما الهذف من خلال الانتماء لها والى اين تؤدي بالشخص اوالفرد ؟

تلك عدة اسئلة بالاجابة عليها سيتعرف كل شخص على كيف هي عليه
كل تلك الامور البسيطة المختزلة في شعار وعلم ونشيد وتقافة.... وتاريخ ولغة وعادات
...
اننا نشاهد في عصرنا الحالي اولى مظاهر الرجوع الى حياة ما قبل التاريخ
ولكن بصورة متقدمة
وفي قالب عصري
لا يختلف في عمقه عن ما كانت عليه الامور في وقت اخر

هناك 7 تعليقات:

  1. التحية والسلام ..

    لي عودة للتعليق بعد القرائى المتأنية ..
    موضوع جميل رغم تعميمه الكبير ولا شك سنجد مادة حوارية نختلف عليها ..

    أتركك بود

    سلام

    ردحذف
  2. السلام عليكم اخي الغراب الحكيم
    شكرا على تعليقك
    مرحبا برايك في الموضوع
    التعميم ان كان هنالك تعميم غير مقصود بتاتة
    بل فقط كانت محاولة لرسم الخطوط الكبرى ومحاولة تركها مفتوحة لكل واحد ليعطي وجهة نظره فيها
    والسلام

    ردحذف
  3. سلام

    الانسان برأيي لم يتغير منذ مرحلة الكهف، ههههه

    الخوف كان موجودا انذاك.. وهو متواجد الان..لكن الاخطار في وقتنا الحالي تزهر بشكل اخر لأن الوضعيات مختلفة تماما.
    إنسان الكهف كان يخاف من الوحوش المفترسة ..هو خوفا سليم و في محله ليحمي و يدافع عن حياته...

    الانسان اليوم يقع ترويعه من خلال الدعاية الترويعية من أجل كسب الاموال.. مثلا: أمريكا و صناعة الاسلحة و هناك الكثير من الامثلة من الرجل البسيط الى الاتحاد الاوروبي

    لدينا كذلك مخاوف عصرية أخرى شائعة..ك الغيرة و الحسد و التي أعتقد أساسها هو الخوف..الخوف من عدم الانتماء الى نفس مكانة الصديق أو الجار و عدم امتلاك رموز الوضع الاجتماعي..الهوية أصبحت مرتبطة بالادوات و المستهلكات حسب ما أرى

    هذه إجابات مختصرة على الموضوع هو يقتضي عدة صفحات اذا بدأنا النقاش حول هذه القضايا الواقعية، لكن لي عودة

    سلامات

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    اخ او اخت فلور
    بالفعل الانسان لم يتغير مند مرحلة الكهف

    ولكن الذي تغير هو انه اكتسب عدة خبرات وتراكمت عند عدة علوم ومعارف وطرق في التنظيم والتاطير والبحت والتاتير والتعليم ...ووو

    ظن انها اكسبته التقة

    الا انها افقدته حرية انسان مراحل الصيد والكهوف

    لقد خال ان ببحته عن الاجابات سيرتاح
    فتعرف على حجمه كنقطة صغيرة جدا جدا في ملاير مليارات... المحيطات

    اقل حجما من الميكروبات ولكن اعلى شئنا بالنسبة له في يقينه الغير متناهي

    لقد تعرف على حدوده ومجاله

    فاحس بالحصار والضعف

    انسان اليوم بكل بساطة انسان متوتر عنيف ولكن بلباس متحضر

    عنده (كل الاجابات) ولكنها لاتريحه

    ردحذف
  5. اما عن الغيرة والحسد فانت تتكلم لي على وقود الحركة عند بعض الانسان

    لاحظ معي في هذا المتال الخيالي البسيط للفهم

    ياتي الانسان ويضع يده على ارض ويحرم منها شخصا اخر
    تم يقيم الانسان تلك الارض وفق ما يعطيها هو كقيمة اولية وما يتقبله الاخرون
    تم يبيعها

    فيصبح اكتر شئنا من من ليست عنده ارض

    ولكنه ينتبه الى ان هنالك شخصا اخر قيم (ارضه)فاعطوه اكتر من ما اعطوه هو كمقابل (لارضه) وبالتالي يصبح اقل شئنا من ذلك الشخص الاخر

    فيغار ويحسده ويقرر ان عليه الاستيلاء على ارضي اخرى والرفع من قيمتها ليصبح اكتر شئنا من الاخر
    والذي تصله الاخبار فيقرر فعل نفس الشيء للمحافظة على الريادة فيزيد والاخر يزيد والاخر يزيد ووو ويتواجهان او لا .....


    وتدور بالتالي عجلة الاقتصاد وتدور.... وتظهر طبقة الحكام والمحكومين والنافدين ويظهر النظام الانساني والقوانين والتنظيمات ووو ليحاول كل مرا ان يصل فيها الى مناصب اعلى من انسان اخر .

    والسلام

    ردحذف

  6. ألأخMX:
    كان خوف الانسان الاول مما تحته(اقصد الحيوان المفترس)وكان يستطيع تخمين خطواته فيعمل لهاخطط وهو مرتاح ويعرف النتيجه سلفا..وهي انتصاره على هذا الخوف..
    اليوم الخوف ياتيه من حوله ومن فوقه ومن تحته(اي ياتيه من أخيه الإنسان الذكي)

    بالتالي ستكون حساباته لمواجهة هذا الخوف والخطر في مهب الريح, فقد يكون عدوه أذكى منه, فتكون فرصة نجاته أقل منها في حالة كون العدو وحش مثلا..


    اليوم الخوف يأتينا ممن يدعون الحضاره
    اليوم الخوف يأتينا على أيديهم

    بالاسلحه

    بالترهيب
    بالكذب

    بتخليق أمراض واوهام جديده

    كل هذه المتاهات والمخاوف دافعها وأصلها الفلوس والدولارات فالكل أفرادا وجماعات يحب أن يكون الأفضل والأقوى والأغنى والأعلى مرتبة كما تفضلت حضرتك...



    سلام

    ونتمنى زيارتك لنا

    في ارض الايمان

    فقط إضغط معرفي هنا


    تحياتي


    إبن الايمان

    ردحذف
  7. شكرا خي ابن الايمان على تعليقك
    سازور مدونتك انشاء الله في اقرب الاجال لكي اتعرف عليها

    ما قلته مهم وهو في كون الخوف من الوحوش او الحيوانات الاخرى كان اسهل التغلب عليه من الخوف الحالي البشري

    فالخوف من الحيوانات المفترسة مع ضعف الانسان
    اصبح شبه متجاوز مع اكتشاف اسلحة جديدة وحسن مراقبة تلك الحيوانات والتعرف عليها بشكل جيد

    ولكن الخوف من البشر اصعب خصوصا ان كان متقدما عليك في مجال المعارف وقد يمكنه استعمالها ضدك

    هذا صحيح

    ولكن الامل كل الامل بتغلب الحس الانساني الحضاري على نزعات الشر او النزعات (الحيوانية)
    للقضاء على الاخر

    في اطار حديت نسبيا قائم على التفكير المادي الحيواني في نفس الوقت (ان صح هذا التعبير) تحت عنوان البقاء للاقوى وللاصلح
    ولكن خارج الطبيعة
    في مجالات الاقتصاد الشرس العلم الموجه التقدم الحضاري العنصري ....

    خصوصا ان كان التخلص من الاخر في زمننا هذا لا يسمن ولا يغني من جوع كما يقال

    والسلام عليكم

    ردحذف